بسم الله الرحمن الرحيم ...
حوار بين اثنين ... التاجر و الصياد
حوار بين اثنين ... التاجر و الصياد : وائل الاسعد
تاجر من أحد التجار القدامى كان جالسا في داره , و فجأة سمع طرقا على بابه فقام فتح الباب فوجد صيادا يحمل شبكة فيها سمكة، فعرض الصياد بيعها له بـ 10 دراهم, فوافق التاجر و سلمه المبلغ, وجرى الحوار التالي بينهما :
الصياد : هذه أول مرة استلم فيها الثمن كاملا غير منقوص .
التاجر : إذن فادع لنا بالسعادة .
الصياد : اللهم اجعله سعيدا في ماله و نفسه .
التاجر : و هل توجد سعادة في غير المال ؟
الصياد : نعم، السعادة في النفس كذلك .
التاجر : و هل أنت سعيد في نفسك ؟!
الصياد : نعم، أنا سعيد في نفسي
التاجر : و كيف؟ وأنت حافي القدمين؟!
الصياد : أنا سعيد في نفسي لأني قانع بما أحصل عليه من رزق
التاجر : ألا تحزن عندما تنظر إلى أصحاب القصور
الصياد: كلا، لأن لي كوخا صغيرا , أعيش فيه مع زوجتي و ولدي آوى إليه في آخر النهار فيستقبلني ولدي و يحتضنني، و تبش زوجتي في وجهي وأرى أن سعته كافية لنا و أنا سعيد بهذا .
التاجر : و أين تعلمت هذا ؟؟
الصياد: تعلمت الشيء الكثير من البحر، فالبحر هو كالحياة الدنيا و الأسماك المتلاطمة فيه هم كالبشر، و الصياد هو كالموت فإذا ألقى الصياد شبكته دخل قسم من السمك فيها و أفل القسم الأخر .
التاجر : و من يفلت منها هذا اليوم لا بد أن يقع فيها غدا .
الصياد : أحسنت يا سيدي، فمن يفلت منها اليوم لا بد أن يقع فيها غدا
بقلم الفلسطيني : وائل الأسعد