ميناء غربتي

على رصيف مينائك التقينا
تلحن النوارس سيمفونية غربتي في المبحرات
أبحرت جذوري من بلدتها وغابت شمس البطولات
وعشعشت عتمة الظلم في عيون النائمين والقلوب الخائنات
سرت فوق مياه غربتي تاركا هما وجرحا دفنته بتراب الشجيرات
وطـني سلعة تكالب عليها تجار الرقيق والذل وأصحاب الدويـلات
أرحل منكسرا حاملا كفن أمتي لعلي أجد وطنا يشترى بالمزادات
وفي ظلمة الليل مبحرا تغادر الأرض بيتها وتسافر ألوان السماوات
نشتري كل ما يباع ونبيع كل ما يشترى وبعرفنا تقتل ٍبيض الحمامات
في بلادنا تقايض الحسنات بالسيئات وتقتل البراءة في بطون الأمهات
نتبادل النيران الصديقة بيننا والوطن خجلا تعتذر منه الرصاصات
ومن شتات لغربة نحصد سنين العمر ونبكي أيامنا الضائعات
وعلى ربابة تشردنا نلحن أهزوجة وزيفا للبطولات
أمضي بترحالي حزينا تطاردني الذكريات
بلا وطن عنواني وتجارة للمناسبات
وعنواني منقوش على جدران الحارات
ينعى تاريخه والأمنيات

يا كل حارات بلادي أشهدي تاريخ غربتي حيث ولى زمن الرجولات
فلا ابن الوليد ولا صلاح الدين أدخلوهم في الحسابات
وناموا على ريش النعام وكأس الطلى ومعهم
الساقطات

فيا ليل ظلمي أقبل فزدني شجنا ومتعة العذابات
فيا ليت للحب تاريخا لا تقيده السجلات
ويا ليت للناس قلوبا نقرب فيها المسافات
ويا ليت لجرح وطني دواء ومبلسمات
لقطعت من لحمي ورقعت منه النازفات
ومن أنيني أعصر لها المرهمات

فأنا المقتول والمتهم فيكِ فحبكِ تهمة وأنا الأول في الاتهامات
فجودي علي بسوارك وبرنينيه قيديني فأن لي نفسا تستطرب وجعا فإليكِ أرجعيني وترابك ادفنيني


[size=18] الكاتب الفلسطيني : حاتم الأسعد

بداية أشكر الكاتب الفلسطيني المبدع : حاتم الأسعد على اطرائه و كلماته العذبة , متمنيا من الله تعالى ان يوفق الكاتب و ناقل القصيدة الآدمن ,, لكم تحياتي,,,,, وشكرا.