في الوقت الذي لا يزال غالبية أهلنا من فلسطيني العراق بالمخيمات اللعينة و الغالبية الأخرى تحت رحمة ميليشيات الموت تنكل بهم كيفما تشاء حصلت أقلية قليلة على نوع من الاستقرار والأمن بعد أن تم إعادة توطينها بدول أخرى.
وحديثنا اليوم عن هذه الأقلية التي نستطيع نوعا ما أن ننعتها بالمحظوظة ولو أننا على يقين أنها تعاني الأمرين بالغربة ولكن على الأقل تنعم بنصيب من الراحة بعد أن ذاقت مرارة الاضطهاد بالعراق وتجرعت كاس المرارة بمخيمات اللجوء بالصحراء.
فإخواننا اللاجئون اليوم في شتى بقاع الأرض إنما هم سفراء لبلدهم الأم فلسطين لذا كل أفعالهم وتصرفاتهم سواء كانت اتجاه أنفسهم أو اتجاه الغير تقدم بالضرورة صورة عن أصلهم وموطنهم.
الحمد لله منذ رأى الفلسطيني النور وأينما حل كان مثالا رائعا لموطنه روعة أصله الطيب فالفلسطيني وبشهادة العالم هو من يركع له الغربيون لأنه أفقههم بكل المجالات وافهمهم و أنجحهم .
لطالما كان الفلسطيني سفيرا غير كل سفراء العالم بأخلاقه ، علمه، شهاداته، ومواقفه الرجولية اتجاه إخوانه ممن تغربوا معه أو اتجاه الغرب اعترافا له بان الفلسطيني لا ينكر جميل احد لأنه نشأ على مبدأ سليم وهو من لم يشكر الناس لم يشكر الله بكل هاته الأمور نستطيع القول أن الفلسطيني توج وعن جدارة بعميد السفراء لأنه قدم صورة ولا كل الصور عن بلده قدمها من خلال لوحة تستحق أن تصنف في افخر متاحف العالم فهاته اللوحة لا تضاهيها جمالا كل لوحات العالم حتى الموناليزا تنهار شهرتها أمامها.
دعونا الآن نتحدث قليلا عن سفراء اليوم هل فعلا استطاعوا تقديم صورة كالتي قدمها سلفهم؟؟ هل كانوا فعلا خير خلف لخير سلف؟؟ والاهم هل ساندوا بعضهم في الغربة وكانوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟؟
أسئلة راودتني ولكن صدقا أعجزتني الإجابات فمن جهة أرى أن الفلسطيني لا يزال هو ذاته عميد السفراء ومن جهة أخرى حين أرى ما يحدث بينهم من شقا قات هم في غنى عنها أتراجع عن رأيي وأقول انه يحتمل الخطأ أكثر من الصواب
ففي الوقت الذي لا بد أن تكون الأيدي متماسكة بعضها ببعض بأكثر قوة وشدة نراها اليوم تتفكك وتنفصل لماذا ؟؟ وما هي الأسباب؟؟
لقد كان الفلسطينيون أكثر تماسكا في ما مضى وفي أصعب الظروف لماذا يتخلون اليوم عن بعضهم وهم أحوج لان يكونوا صوتا واحد يزعزع العالم حتى ولو كان من غير بلدهم حتى ولو كان هذا الصوت يدوي من الغربة.
ألا يعلم هؤلاء الإخوة أن تشرذمهم يوحي للغرب بضعفهم ويضعف مواقفهم أمام العالم والرأي العام العالمي ماذا سيقولون : لم يتفقوا فيما بينهم أنى لهم أن يتفقوا مع غيرهم؟؟
أهذا ما يسعى إليه سفراء اليوم؟؟ أو تلكم هي صورة بلدكم الطيب التي تودون أن يراها الغرب حتى يدعم مواقفه ضدكم .
لقد كان الغرب يسعى بل ويترجى أن يحل بأرضه فلسطيني لأنه ينتفع منه أكثر من غيره أما اليوم صار لا يطيق وجوده بدعوى انه هاوي مشاكل مع إخوانه فكيف مع أهل البلد التي يحل بها.
ما أردت قوله هو أن نعود قليلا لنرى سفراء الأمس كي نتعلم منهم كيف نكون سفراء حقيقيين فلنأخذ عنهم ونتبع سيرهم كي نتمكن من الحفاظ على مكانتنا وعلى تتويجنا ولقبنا الأزلي أعمدة سفراء العالم.
..بقلم أبو حق..
المصدر : الملتقى الفلسطيني للحوار