بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على سيدنا و حبيبنا محمد خاتم الأنبياء و المرسلين و على آله الطيبين الطاهرين، و بعد.
الكل يعرف مدى معاناتنا معاناة فلسطينيي قبرص خاصة وأن وضعنا يزداد سوءً و باستمرار، حاولنا جاهدين لكي نصل إلى حلول و نعرف ما هو مستقبلنا و ما مصيرنا لكن بلا جدوى، استخدمنا كافة الطرق ك : المظاهرات و الاعتصامات و غير ذلك, و نسينا عاملين مهمين بالنسبة لدينا و هما : الدعاء و الصبر .
العامل الأول الدعاء: هو السلاح الفتاك الذي يستعمله العبد في حياته والنتيجة إما أن يستجاب دعائه أو يؤجل و لو بعد حين، كما قال رب العزة في كتابه العزيز : "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان, فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون "
كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء و يلح على الله تعالى به بالثبات على الأمر و العزيمة على الرشد، وكان يكثر من هذا الدعاء "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"
نحن هنا في جزيرة قبرص مصيبتنا واحدة و حزننا واحد فلنكن يدا واحدة و ليكن دعاؤنا واحد للتخلص من المصيبة التي نحن فيها الآن، و اعلموا أن الله عز وجل يحب الإلحاح في الدعاء مثل ما قال عليه الصلاة و السلام : "إن الله يحب الملحين في الدعاء"، رواه الترمذي , و قال صلوات الله و سلامه عليه في حديث آخر : الدعاء هو العبادة . رواه البخاري .
العامل الثاني الصبر: بعدما دعونا خالقنا و خالق الناس جميعا علينا أن نتحلى بالصبر لأني ذكرت في العامل الأول ( الدعاء ) أن الله تعالى إما أن يستجيب لنا دعائنا أو يؤجله بعد حين .
يقول المصطفى ( صلى الله عليه واله وسلم ) : "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير و ليس ذاك لأحد إلا للمؤمن , إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". رواه مسلم
في الحالتين ينجح المؤمن سواء في السراء أو في الضراء، لذا علينا أن نتقيد بسنة رسولنا الكريم و نتحلى بها , و ليكن قدوتنا و حبيبنا هو سيد الأكوان محمد صلوات الله و سلامه عليه .
تعبنا كثيرا و صبرنا كثيرا لعل و عسى أن يكون هذا خيرا لنا، فنحن شعب عرف و تحلى بالصبر, نحن فلسطينيون صابرون, هكذا كنا و هكذا سنكون, شاء من شاء و أبى من أبى، و في الختام لا يسعني إلا أن أقول : اللهم اكشف هذه الغمة عنا يا رب المستضعفين ورب كل شيء و مليكه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
بقلم: وائل الأسعد
المصدر : موقع بلا حدود الاخباري